الأسرة:
تعد الأسرة النواة الأساسية للمجتمع حيث يعتمد استقرار أفراد المجتمع النفسي والاجتماعي ومشاركتهم الفاعلة في التنمية الاقتصادية الشاملة بشكل كبير على تماسك الأسرة وترابطها وفهم أفرادها لأدوارهم ومسؤولياتهم على مستوى الأسرة والمجتمع والوطن. كما أنها الحاضن الأول لرأس المال البشري، فهي الوحدة التي تشكل شخصية الفرد السعودي بما تغرزه من قيم، وما تعززه من مهارات وما تنميه من مواهب لدى أفرادها منذ السنوات الأولى لحياة الإنسان. هذه المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تقدم الرعاية والدعم لأفرادها بمختلف احتياجاتهم هي حجر الأساس في حاجز التصدي للتحديات التي تواجه المجتمع سواء كانت تحديات اقتصادية أو صحية أو اجتماعية أو بيئية. لذا، فالاستثمار في دعم أمن الأسرة واستقرارها يحقق أيضاً أمان المجتمع واستقراره ويرفع المسؤولية الوطنية والاجتماعية لدى كافة فئاته ويتيح آفاقا متنوعة ومستدامه لازدهاره وتقدمه. وقد عنيت المملكة العربية السعودية بالأسرة منذ تأسيسها، حيث أكد النظام الأساسي للحكم في الباب الثالث على أهمية دور الأسرة وعلى دور الحكومة الرشيدة حفظها الله في تعزيز روابط الأسرة ودعم تماسكها لتقوم بأدوارها، ومن هنا جاء تأسيس مجلس شؤون الأسرة ليكون الكيان الرسمي الداعم في المنظومة الحكومية وتسخير كافة الامكانات له ليتمكن من تعزيز دور الأسر وحمايتها وتمكينها.
وقد دأب مجلس شؤون الأسرة منذ تأسيسه على إقامة منتدى سنوي للأسرة يناقش فيه القضايا المهمة التي تتعلق بالأسرة وسبل تمكينها وحمايتها، ويتم عادةً اختيار موضوع المنتدى وفقاً لأهميته وتأثيره على الأسرة في ذلك العام. وقد أقيمت ثلاثة منتديات للأسرة للأعوام الثلاثة الماضية على المستويين المحلي والإقليمي، استضافت نخبة من المختصين والخبراء والمهتمين بالتنمية الاجتماعية وشؤون الأسرة من الجامعات، المؤسسات الأهلية وغير الربحية والمنظمات الدولية. وسطلت الضوء على قضايا مهمة مثل الاقتصاد، التقنية، والأزمات والجائحة.
وفي هذا العام، يعتزم مجلس شؤون الأسرة على إقامة ملتقى نوعي حيث يتزامن هذا العام مع الذكرى الخامسة لانطلاقة رؤية المملكة 2030 وكذلك على التزام المملكة بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وذلك تحت عنوان " دور الأسرة في منظومة التنمية المستدامة ورؤية المملكة 2030" يهدف لمناقشة أهم قضايا الأسرة المعاصرة ويهتم المنتدى بمشاركة نخبة من القيادات والخبراء والمختصين رفيعي المستوى من مختلف أنحاء العالم والمنظمات الدولية والقيادات الوطنية و في كافة المجالات ذات العلاقة بالأسرة وأفرادها على الصعيدين المحلي والدولي، كما ويحرص على مشاركة المجتمع بكافة شرائحه وذلك من خلال المنصات الافتراضية التي تبث مجاناً على قنوات التواصل المتعددة. بموافقة المقام السامي وبرعاية معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية حضوريًا وافتراضيًا في مدينة الرياض خلال يومين متتاليين 24-25 أكتوبر 2021م الموافق 19-18 ربيع الأول 1443هـ..